وجه الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، مجموعة من النصائح للآباء، في كيفية تعليم أبنائهم ذكر الله، والمداومة على ذلك في حياتهم، بطريقة محببة إلى النفوس، بما يدفع قلوبهم إلى التعلق بذكر الله.

وقال خالد في عاشر حلقات برنامجه "حياة الذاكرين" عبر قناته على موقع "يوتيوب"، إن "الذكر قد يساعد الأطفال على تخطي مشاكل وظروف كتيرة جدًا، وهُمّ في سن صغير، ويساعدهم على تخفيف الألم النّفسي الناتج عن التنمُّر الذي من المُمكن أن يتعرّضوا له؛ أو يقلّل من توتُّرهم نتيجة التجارب الجديدة التي يمرّون بها، أو يساعدهم على تقليل وتخفيف الضغط من عليهم نتيجة الامتحانات والاختبارات".

حل مشاكل الأطفال بالذكر 

وأضاف أن "الطفل ربما يعاني أصلًا من مُشكلة ولا يستطيع أن يعبّر عنها أو يخرّجها من داخله، وذات أثر مؤلم على حياته؛ الحل الأمثَل له هنا هو الذِكر، وهنا يأتي دور الآباء والأمّهات، وهو الشيء الوحيد الذي بإمكانه أن يقوّيه نَفسيًا وروحيًا، والوِرد المخصص له صغير لا يتجاوز بضع دقائق، ولايزيد عن 300 تسبيحة، على النحو الآتي:-
-100 الحمد لله.
-100 لا إله إلّا الله.
-100 سُبحان الله.

وحث خالد، كل أب على أن "يعلم ابنه أثناء ذلك معنى كُل ذكر ببساطة بدون تعقيد، وكيف يتعلم أن يشكُر الله على نِعَمه، ويستشعر معنى الحمد لله، ويعرَف معنى لا إله إلّا الله، ويستشعر عظمة ربّنا في الكون، وهذا لن يستغرق منك ومنه أكتر من 5 دقائق يوميًا، حاول تساعده واجلس معه في وقت المذاكرة، فهذا يغسل قلب ابنك من الداخل".

وروى خالد تجربة حقيقية حصلت مع ابنه الصغير عُمَر؛ قائلاً: "عندما انتقل من مدرسة إلى مدرسة أخرى، تعرض للتنمُّر من جانب زملائه؛ فبدأ يكرَه الذهاب للمدرسة، ويبكي كُل يوم الصُبح وهو في طريقه إليه، وعندما سألته عن السبب؟، قال أسباب كُرهه للذهاب للمدرسة؛ فبدأت أفكّر في حل وهو أن أشجّعه على التسبيح وذِكر الله؛ بعد فترة قليلة أصبح مرتاحًا نفسيًا وهادئًا، وبدأ يحكي عن المشاعر التي يشعر بها مع مرور الوقت وهو يذكُر الله".

علم ابنك الذكر بطريقة عملية

ودعا خالد، الآباء إلى تشجيع أبنائهم على ذِكر الله، قائلاً: "ابدأ معهم وحبّبهم في الله، وفي ذِكره الله، لا تزوّد عليهم الضغوط، علّمهم أن الذكر هو الذي يقوّيهم نَفسيًا. ومن الأفكار التي يمكن أن تفعلها مع أولادك أن تعمل الشيء أمامهم، فالطفل عندما يرى أبه أو أمّه يفعلان شيئًا مُعيّنًا يحاولان أن يقلّدوهما".

وعلى سبيل المثال، اقترح خالد على الأب أن "يجلس كُل يوم، وأنت مُتعمّد تمسك السبحة أمام طفلك، وتذكُر الله بصوت يسمعه، مع الوَقت سيتشجّع، ولو فقط من باب الفضول على أن يفعل ما تفعله، أو أنّك تقول له وهو مقبل على شيء كبير خائف مِنّه، مثل امتحان، أو بطولة رياضية، أنه لابد أن يذكُر الله، حتى يقف ربن معه ويوفّقه، على أن يدخُل مُقتنعًا تمامًا بذلك، وسيرى نتيجة ذلك بالخير إن شاء الله، فيتعلّق قلبه بذِكر الله وبحُب الله – عزّ وجل –".

الذكر يحل مشكلة الصلاة لدى الأبناء 

واعتبر خالد أن "الذكر من الأشياء التي تحل مشاكِل أخرى مثل مُشكلة الصلاة، ويجعل الطفل يحب ربّنا بالذكر، ويحب بسببه الصلاة؛ الذكر يقوّيه نفسيًا ودينيًا، وهناك أذكار لابد أن تحفّظها لابنك وتعرّفه لماذا يقولها، ونتيجتها عليه، حتى تحفّزه من أجل أن يرددها ويحافظ عليها، مثلًا دعاء الخروج من البيت: "حسبي الله لا إله إلّا هو عليه توكّلت وهو رب العرش العظيم"، وتعرفه أن النّبي صلى الله عليه وسلم قال إن من يقولها سبع مرات وهو خارج من البيت، ربّنا سيتولّى أمره وييسّر له حياته، وتفهّمه معاني هذا الكلام".

وأشار إلى ذكر آخر دعا الآباء إلى تعليم أبنائهم إياه، وهو: "بسم الله الّذي لا يضُر مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"، وقل له إن ربّنا سيحفظك به لو واظبت عليه كُل يوم، لأن النّبي صلى الله عليه وسلم يقول إن من يداوم على هذا الذكر يوميًا يحفظه الله مِن أي ضرر قد يُصيبه في هذا اليوم.

وانتهى خالد إلى القول: "حبّب أولادك في الذكر، وعلّمهم أنّه هو الحل لكُل المشاكل التي يواجهونها في حياتهم اليومية، وأن من يذكُر الله، يذكره الله، وأن ذِكر الله للعبد حُب من الله له".